28 Jul 2012

La guerra electrónica en las revuletas árabes




26 Jul 2012

بقـايـا وطـن



الوطنُ هو أحياناً تلكَ الياسمينة
التي يبقى عبقها معك
أينما ذهبت، يرافقك
لا شيء في العالم كله يشبهها
لا شجرة تضاهي جمالها
ولا امرأة تنافس فتنتها

هي من كانت تنتظرك كل ليلة
عند مدخل ذلك المبنى
حيث خلفت نساءٌ الموعدَ معك
فكانت هي تارةً رفيقةَ صمتِك
وتارة أخرى هديةً عفوية لحبيبتِك
تملأ بأوراقها الكفين
فيصبحان أنصع من بياض العينين

الوطن هو أحيانا تلك الأغنية
التي لا يعرفها سوى من ترعرعوا معك
قد لا تكون أغنية جميلة
لكنك لن تنساها مهما حييت
ومهما تعلمت من أغان غيرها
تقبع دائماً في زاوية من زوايا ذاكرتك
لتعود بك إلى ركن من أركان طفولتك

الوطن هو أحياناً ذلك الزقاق
حيث كنتَ تتوقف كل صباح
لتشتري منقوشة زعتر ساخنة
في طريقك الى المدرسة

الوطن هو أحياناً تلك الوجوه
التي كنتَ تراها كل يوم
ذهاباً وإياباً
وكنتَ تظن أنها دائماً ستكون 


تعود وقدماك تمشيان وحدهما نحو الزقاق
تعود ولسانك يتوق لحبات الزعتر
تعود وعيناك تبحثان عن تلك الوجوه

لا زقاق ولا زعتر
لا وجوه ولا نظرات

لا تجد سوى أشباح 
فقد دمر من دمر ما تعرفه من الوطن

الأغنية تدندن بين أذنيك
وأنفك يبحث عن عبق الياسمين
تشتاق لفرك أوراقه بين يديك

لكن أهل المبنى رحلوا
وما عاد هناك مدخل

وقفتَ تبكي
عند مقبرة الياسمين
حيث رائحة الموت
ركعتَ على الأرض
تنبش بيديك بقايا وطن

 

خالد الجهني .. ابتسامة الحرية ، ونظرة الأمل


تأملتُ صورته كثيراً .. لقد كبر خالد في أيامه الخمسمئة ونيف في السجن.. كبر أكثر من عدد تلك الأيام .. لكن، أليست ابتسامته أشرق ابتسامة في الدنيا؟ الأمل في عينيه براق، لم يخفت رغم الاعتقال



خالد الجهني هو صاحب مقولة : الشعب يريد دخول السجون ..  وُصف بأنه "أشجع رجل في السعودية" لأنه بكل بساطة خرج إلى الشارع وطالب بالحرية والكرامة، وهو يدرك أن السجن سيكون بانتظاره. كان ذلك في ١١ مارس ٢٠١١ وقد اختفى فترة، لم نكن نعرف أين هو. وكنا نتساءل كلنا: أين خالد؟

تبين فيما بعد أنه في سجن الحائر للسجناء السياسيين، ونـُقلت أخبار من أخيه عن تعرضه للتعذيب، وأخيراً، بعد أن كان معتقلاً تعسفياً، خضع للمحاكمة


وبعد المحاكمة تم تحويل خالد مؤخراً إلى مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، وهو مركز إعادة تأهيل يُحال إليه السجين قبل الإفراج عنه، فيخضع لبرامج دينية وعلمية تهدف إلى "تغيير أفكاره". المركز يعرف بـ "الاستراحة" وعادة يمكث السجين هناك حتى صدور أمر الإفراج النهائي عنه

خالد خرج أمس الأربعاء ٢٦ تموز يوليو ٢٠١٢ (تاريخ الصورة في الأعلى) وظن الجميع أنه تم الإفراج عنه، لكن "إجت الحزينة لتفرح ما لقت لها مطرح"! تبين أنها زيارة استثنائية لمدة ٤٨ ساعة فقط لرؤية أسرته سيعود بعدها إلى "الاستراحة" على أمل الإفراج عنه بشكل نهائي قريباً... اللهم إلا إن تم التغاضي عن عودته إلى الاستراحة، بقدرة قادر، وهو أمر حصل مع بعض المعتقلين. هل نحلم بحرية خالد؟



تجدون قصة خالد كاملة في الفيديو المسجل قبيل اعتقاله 

لم أكن أعرف أن هناك أشخاصاً غير خالد اعتقلوا على خلفية "يوم الغضب السعودي" في مارس ٢٠١١ وهم مذكورون في هذا التقرير: محمد الودعاني، فاضل الشمري، أحمد عبدالعزيز، ثامر العنزي، بندر العتيبي

لم أستطع الحصول على معلومات عنهم. هل هم أحرار؟ هل هم في المعتقل؟ لكن ليتنا نرى ابتساماتهم ونظرة الأمل في عيونهم، هم أيضاً

24 Jul 2012

قبل زمن غير بعيد


قبل زمن غير بعيد كانت ما تعرف بـ "الانتخابات" العربية مهزلة من مهازل
الزمان، تـُعرف نتائـُجها قبل أعوام، ولعدة أعوام آتية. كانت عادة ما تأتي بنتيجة مماثلة لنتيجة "الانتخابات" السابقة، وأحياناً بنسبة تصل إلى ٩٩٪ أو أكثر لصالح المرشح الوحيد فيها. لكننا اليوم عرفنا طعماً آخر للانتخابات. عرفنا الآن ما معنى أن تكون هناك انتخابات - وأنا هنا لا أقول إن الانتخابات التي أجريت حتى الآن اتسمت بالكمال، أبداً، لكنها كانت انتخابات رغم عيوبها. لقد صارت الانتخابات الآن تبقينا على أعصابنا حتى اللحظة الأخيرة، ولا تبخل علينا بالمفاجآت. الانتخابات التونسية كانت التجربة الأولى، تابعناها كما لم نتابع أي انتخابات من قبل. ولن أنسى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية، كنتُ حينها في الأردن، وبينما كان من دعوني إلى الغداء يتناولونه، تركتهم لألتصق بشاشة التلفزيون كي أسمع نتائج الانتخابات الرسمية، وهم فعلوا الشيء ذاته بعد دقائق. وفي الجولة الثانية من الانتخابات المصرية شعرت بأن ملايين العرب كانوا جالسين أمام الشاشات مشدودي الأعصاب يتابعون فرز الأصوات صندوقاً صندوقاً، لحظة لحظة. كنتُ يومها في اسبانيا ولم ترَ مدريد وجهي لأني كنت مثل كل هؤلاء العرب، متجمدة أمام شاشة الكومبيوتر في الفندق، وسط توقعات بشتى الاحتمالات ونظريات مؤامرة لا تنتهي. ثم ما كان من الانتخابات الليبية إلا أن فاجأتنا بفوز الليبيراليين، أو بالأحرى بعدم فوز الإسلاميين. إنها تجارب جديدة علينا، أن نترقب ونقلق ونسهر ونتحمس ويخيب أملنا ونتفاجأ، بعد أن كان الجمود هو سيد الموقف في كل انتخاباتنا

قبل زمن غير بعيد كان السياسي العربي كائناً "معصوماً" عن الخطأ وعن الحساب. كان شخصاً بعيداً كل البعد عنا. كان في برجه العاجي محمياً من شظايانا وكنا لا نعرف معنى التعامل معه على أساس أنه موظف يعمل لخدمتنا كشعوب. والآن تحول السياسي إلى مخطئ حتى يثبت عكس ذلك، ولم يعد هناك برج يحميه من أصغر فرد في المجتمع، وتحول إلى متهم يُحاكم يومياً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام وفي أحاديث الناس اليومية في الشارع وفي المنزل وفي مكان العمل. ونرى هذه الظاهرة الجديدة عندنا - العرب - ليس فقط في بلدان الثورات العربية وإنما في بلدان أخرى تأثرت بجو الثورات وإن لم تقم فيها ثورات. كانت مهنة السياسة من أكثر المهن تقديساً لمن يمارسها، لتتحول اليوم إلى أكثر المهن عرضة للنقد والسخرية والتهكم والشتيمة. فترى السياسيَ اليوم يتعرض لتشريح شعبي قاسٍ لا هوادة فيه ولا رحمة، قبل حتى أن يجلس على كرسي منصبه الجديد

قبل زمن غير بعيد كنا نخاف من خيالنا، كنا نخاف من صوتنا الذي قد يسمعه أحدهم، أو من قلمنا الذي قد يكلفنا رقبتنا. كنا نخاف من عواقب التفكير خارج الإطار المحدد لنا. والآن أصبح الرأي السياسي ووجهة النظر أمراً عادياً، وظهرت ألوان سياسية لم نكن نعرف عن وجودها. وأصبح النشطاء السياسيون أكثر من السياسيين، وأصبح قلم من يدون على الانترنت أو صوت من يبدي رأيه على برامج التلفاز أمراً عادياً بغض النظر عن رأيه

باختصار، قبل زمن غير بعيد كان المواطن غير موجود. كان المواطن شيئاً غير مرئي، صامتاً، لا وزن له ولا أثر لوجوده. كان بالفعل "حشرة" كما وصف أحد الطغاة شعبه الثائر. صار الآن موجوداً. وفي بلدان عربية معينة صار المواطن مواطناً يُحسب حسابٌ لتفكيره وردة فعله، وصار لصوته صدىً، وصار أحياناً هو من يقوم بالفعل لتأتي السلطات برد فعل

أنا لا أقول أننا حققنا المواطنة كما نريدها، أو أننا اقتربنا من الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي نسعى إليها. كلا. لكن هناك حقاً أشياء ملموسة تغيرت في حياتنا اليومية، وأشياء جديدة دخلت حياتنا قد ننسى أحياناً في خضم تسارع الأحداث أن نلاحظها

أتطلع إذاً إلى أن أكتب قريباً: "قبل زمن غير بعيد" جديدة، عن تغييرات جديدة



18 Jul 2012

أحرف سبقتني إلى غزة




يوماً من الأيام فرتْ مني أحرفُ اسمي
استيقظتُ فلم أجدْها معي
قلقتُ عليها، ظننت أحداً سرقَها مني
حتى ظهرتْ على شواطئ غزة
تخيلوا أنها تتنزه وحدها

أحرفُ اسمي كسرتِ الحصار
أحرفُ اسمي تجاهلتْ حواجز النكبة
 أحرفُ اسمي عبرتِ الحدود
أحرفُ اسمي فعلتْها قبلَ جوازِ سفري

غارتْ من أحرفِ اسمي قدماي
تريدان ترك آثارَهما على رمالِ غزة
تريدانِ الركض على شواطئ غزة
كما ركضتا على شواطئ اللاذقية
كما تركضان على شواطئ الكاريبي

غارتْ من أحرف اسمي عيناي
وغارتْ من أحرف اسمي أذناي

وأكثر من غارتْ منها يداي
تحلمان بأن تفعلا على شواطئ غزة
ما كانتا تفعلان طوال سنين
على شواطئ اللاذقية
كانتا تكتبان كلمة : فلسطين
وترسمان خارطة فلسطين
مرة بعد مرة بعد مرة
تأتي الأمواجُ لتشويهِها أو طمسِها
فتعاودان كتابتَها ورسمَها

كنتُ مجرد طفلة تحلم فقط
بأن يبقى اسم فلسطينَ على الشاطئ 
كل يوم عند المغيب
تتدرب على المقاومة بطريقتها الطفولية

 كبرتْ الطفلة دون أن تتبدل أحلامها
وإذ بغزاوي جاء من حيث لا تعلم
اسمه ياسر عاشور
كتبَ اسمَها عفوياً على شواطئ فلسطين
بانتظار أن يكسرَ جوازُ سفرها
حواجزَ التاريخ و حواجزَ الجغرافيا
وتمشي على أرض فلسطين
حيث تنزهت أحرفُ اسمِها


شكراً ألف شكر يا ياسر على واحدة من أجمل الهدايا في الدنيا


خربشات مريبة حول تفجير مركز الأمن القومي في دمشق



الكل يتحدث عن نقلة نوعية في الأحداث في سورية بعد التفجير الذي أصاب مركز الأمن القومي بدمشق في السابعة والنصف من صباح الأربعاء الثامن عشر من تموز يوليو ٢٠١٢ والذي أودى بحياة أربعة من كبار المسؤولين السوريين، منهم آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد، كانوا مجتمعين في ما يعرف بخلية الأزمة

هي فعلا نقلة نوعية لكن حتى الآن لا أحد يعرف بالضبط من نفذها. ورغم أن نتيجة النقلة النوعية تعني بالضرورة قرب نهاية النظام أو نهاية بشار الأسد على الأقل، فإن اتجاهها قد يختلف بحسب الأيادي التي تحرك خيوط الأمور في سورية

لست من أنصار نظريات المؤامرة لكن ثمة عناصر كثيرة تثير الشكوك في الأحداث وما تلاها من ردود فعل

سأطرح عدة تساؤلات أولاً

١- لِمَ كان تلفزيون المنار من أعلن عن وفاة آصف شوكت قبل التلفزيون السوري؟ وكيف حصل على معلومات حصرية عن التفجير وعن ضحاياه؟ ولم لم يسبق لتلفزيون المنار من قبل أن أورد أي أخبار حصرية مشابهة أثناء تفجيرات سابقة وقعت في دمشق؟

٢- لِمَ لَمْ يُعلن الحداد في سورية على ضحايا أرواح من فقدهم النظام في التفجير؟

٣- لِمَ لا توجد صورة واحدة لموقع التفجير؟ علما بأن التلفزيون السوري عادة ما يسارع إلى نشر صور التفجيرات ويعيد ويكرر عرضها بلا توقف ويلتقي المواطنين في محيط المكان، وعادة ما يقبض أيضاً على الفور على المنفذين وكثيرا ما يعترفون بالجريمة على التلفزيون السوري. حتى الآن نحن لا نعرف حتى حصيلة القتلى في عملية التفجير

٤- هناك تضارب في الشهادات حول التفجير من أشخاص لا علاقة لهم بالنظام ولا بالثورة. مثلا مراسلة الـ بي بي سي تقول إنها مرت من المكان ولم تر آثاراً لأي تفجير ولا حتى وجوداً أمنياً مكثفاً في الساعات التي تلت التفجير ولا حتى زجاجاً مكسراً في المنطقة. أما سكان المناطق المحيطة فقد وردني من أكثر من شخص قوله إنه لم يسمع أي انفجار في الصباح. بينما وردني من شخص واحد موجود في الجسر الأبيض، أي في مكان قريب من الروضة، أنه سمع شيئاً لكنه ليس متأكداً ما كان. وفي الوقت نفسه نُقل عن نشطاء أن الحرس الجمهوري طوق مستشفى الشامي القريب بعد وصول سيارات إسعاف تحمل جرحى من مكان الانفجار

ليست لدي إجابات ، لكن الاحتمالات والتفسيرات كثيرة

١- الاحتمال الأول : النظام يتخبط

بمعنى أن النظام فوجئ حقاً بالتفجير، ولهذا السبب لم يتصرف كما يتصرف عادة في أعقاب التفجيرات، ولم ينشر ما ينشره عادة من مواد فلمية أو لقاءات. وهناك من يعتبر هذا التغيير في ردة فعل النظام الإعلامية دليلاً على أن التفجيرات السابقة كانت من تدبير النظام نفسه 

إذا كان النظام فعلاً يتخبط فمعنى ذلك أنه يمكن فعلاً أن يكون الجيش السوري الحر هو من نفذ العملية ودبرها كما يدعي باستخدام شخص - على ما يبدو مدني، ويقال إنه حاجب العميد بختيار - من داخل الدائرة الصغيرة المغلقة لخلية الأزمة. العميد مصطفى الشيخ رئيس المجلس الاعلى للجيش السوري الحر أكد هذه الفرضية من مكان تواجده في تركيا، وقال إن منفذ العملية أصبح في مكان آمن. وتؤكد عدة روايات عن التفجير هذا الكلام، منها أن المنفذ وضع حقيبة من المتفجرات في القاعة وخرج. ثم وقع الانفجار بعدها

٢- الاحتمال الثاني: النظام أجهض محاولة انقلابية من خلال التفجير تخلص فيها من عناصر شعر أو عرف بأنها تمثل خطراً عليه

٣- الاحتمال الثالث: التفجير كان عملية قلب طاولة على النظام، على الأغلب بتدبير وعلم من قوى خارجية. وفي هذه الحالة أيضاً يمكن أن يكون الجيش السوري الحر قد نفذها، أو أن القوى الخارجية اخترقت النظام فتعاونت معها عناصر من داخل النظام

٤- الاحتمال الرابع: النظام افتعل التفجير أو تظاهر بأنه حصل كجزء من خطة من خططه الجهنمية في ضوء زحف المواجهات إلى العاصمة، لتبرير ردة فعل معينة من طرفه من تصعيد عسكري وغيره، وربما كي يختفي المسؤولون "الموتى" من الساحة ويتم تهريبهم مثلا إلى أي مكان خارج سورية

المؤكد أن الغموض يكتنف التفجير بعد قرابة ٢٤ ساعة من حصوله، وهو ما يبقي الباب مفتوحاً على تساؤلات لا نهاية لها، وسيناريوهات متعددة. وبغض النظر عن التفاصيل المغيبة والتي قد لا نعرفها قط، فإن التصعيد قد حصل بالفعل في المواجهات في العاصمة ليس بالضرورة كنتيجة مباشرة للتفجير، أي أن التصعيد كان آتياً على أية حال، لكنه ساهم في إشعال فتيلة الأمور وإسراع وتيرتها، وهي أصلاً مشتعلة

وإن صحت الأنباء الواردة عن إصابات كثيرة ضمن العسكريين من الجيش العربي السوري أي الجيش النظامي في نهاية النهار، فقد يكون الجيش السوري الحر قد حقق فعلاً مستوى عالياً من التكتيك والتدريب والتخطيط والعتاد يمكنه من اختراق النظام على أعلى المستويات ومواجهات جيشه في حرب شوارع خطيرة في أحياء وشوارع دمشق


أريد أن أضيف ملحوظة أخيرة وهي أن اليمن شهد تفجيراً مماثلاً لاجتماع رفيع المستوى .. فهل هي صدفة؟ أم أن السيناريو اليمني مطروح في سورية؟

بانتظار مزيد من الأجوبة في الساعات والأيام المقبلة .. أو ربما فقط مزيد من الأسئلة